vendredi 7 juin 2013

الإيمان و الصحة النفسية

الإيمان و الصحة النفسية
أولا : مفهوم الصحة النفسية :

1.      مفهوم الصحة النفسية : ( هي حالة من الاتزان والاعتدال النفسيين الناتجين عن التمتع بقدر من الثبات الانفعالي المميز للشخصية، ومن تجلياتها : - الإحساس بالاطمئنان والأمان والرضا عن الذات – القدرة على التكيف مع المجتمع وحل مشاكله – امتلاك مهارات التفاعل الاجتماعي ).
2.      مراتب الصحة النفسية : يمكن للإنسان التدرج في مراتب الصحة النفسية إذا استطاع التحكم والسيطرة على ميولاته وانفعالاته النفسية، ومن مراتبها:
أ‌-        السلامة النفسية: وهي النفس اللوامة المتوازنة ، ولا يمكن أن نكتسبها إلا ب :
-  الإيمان بالله تعالى وطاعته ، لأن هذا الإيمان يمكنك من امتلاك رؤية واضحة عن الكون والنفس.
-مجاهدة النفس والاجتهاد في العمل الصالح ، لأن بهما يمكنك من امتلاك القدرة على المراقبة الذاتية وفهم الخوالج النفسية.

ب – الكمال النفسي: وهي مرتبة النفس المطمئنة الراضية ، ومن خصائصها:
- أن الخير يصبح سجية بتشربها له.
- أن الاستقامة تصير منهجا لها.

ثانيا : المرض النفسي ودرجاته:
1.       مفهوم المرض النفسي: ( هو حالة من الفساد تصيب النفس، فتخرجها عن حد الاعتدال والتوازن ، ومن تجلياتها : - ضعف الإرادة – انحراف الميول – فساد الإدراك – التباس مفهوم الحق والباطل).
درجات المرض النفسي : تتفاوت حدة المرض النفسي حسب حدة فقدان السيطرة على المشاعر والأفكار والسلوك وحدة هشاشة الانفعالات النفسية ، ومن درجات المرض النفسي:

أ‌-        القلق والخوف المرضي: سببه : الإحساس بفقدان المساندة المرتبطة بثقة الإنسان بالله وحسن التوكل عليه ، أعراضه : حالة شعورية من الضيق والخوف غير المبرر من المجهول المصحوب بانعكاس عضوي على أغلب أعضاء الجسم.
ب‌-     الأمراض النفسية العقلية: سببها : الشعور بالحرمان المادي العاطفي، والتباس مفهومي الحياة والموت . أعراضها: الوسواس القهري والاكتئاب.
ج-الأمراض الناشئة عن التطرف في حب الذات : سببها : الخضوع المطلق لرغبات النفس وأهوائها ، وفقدان السيطرة عليها – أعراضها: الكبر ، والأنانية ، والغرور ، والتبجح والادعاء.

ثالثا : علاقة الإيمان بالصحة النفسية:
إن الإيمان بالحقائق الدينية منبع كل طمأنينة نفسية وشعور بالأمن والتوازن والتوافق والسكينة.
ومن آثار هذه العلاقة :
الإيمان بالحياة الباقية وطمأنينة الخلود.
·     يعتبر المؤمن أن الحياة الدنيا مزرعة للآخرة، وأن الموت رحلة انتقال نحو الكمال، لهذا فهو يسعى ويجاهد نفسه للعمل الصالح ، قال الله تعالى : ( والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ).
سورة الأنعام / الآية : 36 )
·     أما غير المؤمن بالغيب فيعتبر : أن الحياة الدنيا تنتهي بالعدم ، وأن الموت فناء أبدي ، فيكون عيشه هولا لا يطاق وعبثا عقيما ، ويرعبه الفناء ويتعسه . قال عز وجل : ( وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) سورة الجاثية / الآية :24

ب-الشعور بالتكريم الإلاهي ورفعة التكليف:
قال الله تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) سورة الإسراء / الآية : 70
أن شعور وإيمان الإنسان بعقيدة التكريم الإلهي تدفعه إلى استعظام دوره في الحياة، والبعد عن اليأس والعبثية ، فيفضي إلى تصرف اجتماعي يتأسس على احترام الذات البشرية.
ج-الخضوع لله والشعور بالمساندة :
تتصف العبادة في الإسلام بالشمول ، مما يجعل المؤمن دائم التوجه إلى الله عز وجل بالخضوع والذلة لأمره في القول والفعل والشعور ، قال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) . سورة الأنعام / الآية : 162
كما أن المؤمن يحسن الظن بالله خالقه فيتوكل عليه ، قال تعالى في وصف المؤمنين: ( ...وعلى ربهم يتوكلون). سورة الأنفال / من الآية 2.

د- سكينة العبودية:
يستشعر المؤمن معية الله وتأييده له وهو يتحرك في الحياة ، فيلجأ إلى خالقه بالتضرع والصلاة والذكر والدعاء ، وهذا كله يجعله يشعر بالسكينة ، ويتخلص من الغم والقنوط، ويستصغر المصائب والأهوال ، قال الله عز وجل ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) سورة الفتح / الآية : 4

رابعا : كيف نكتسب الصحة النفسية:
من وسائل اكتساب الصحة النفسية التي على المسلم أن يجتهد في طلبها :
أ‌-      الفهم الصحيح للوجود والمصير: إن أغلب الأمراض النفسية منشأها المعاناة الوجودية في فهم معاني الحياة والموت والمصير، بسبب افتقاد المرشد أو الهادي إلى الحق، والقرآن الكريم يجيب على أسئلة الحياة والموت والمصير، قال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )سورة المؤمنون/ الآية : 115
ب‌-    تقوية الصلة بالله تعالى : من خلال : عبادته عز وجل كما أمر – التقرب إليه بالطاعات – الاجتهاد في ذكره.
ت‌-   التقوى والاستقامة : التقوى هي مراقبة الله تعالى في القول والفعل والنية سرا وعلنا ، والعمل بمقتضى كتابه، والاستعداد ليوم لقائه، فمن اتقى الله واستقام على منهجه سار على هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) سورة فصلت / الآية : 29

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire